الوضع المظلم
الأحد ١٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • من تميم لـرئيسي.. "قميص الانتصار" على أطفال سوريا وسكانها المهجّرين

من تميم لـرئيسي..
قطر وإيران \ ليفانت نيوز

يتابع السوريون، ممن كانوا ضحايا لآلة الإعلام القطرية، التي حرضت لسنوات السوريين لعسكرة حراكهم المنتفض، وبث الطائفية والعنصرية في أركان مجتمعهم، كيف أن من كان يحرضهم لقتال إيران، يجلس اليوم في أحضان إيران، ويبادلها الهداية والعطايا والميزات.

وآخرها، إهداء أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الواحد والعشرين من فبراير الجاري، الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ‏ضمن زيارته الأولى للدوحة، قميصاً للمنتخب القطري لكرة القدم، في إطار دعوته له لحضور بطولة كأس العالم 2022، التي ستقام في الدوحة، كما هنأ أمير قطر، الرئيس الإيراني، على تأهل منتخب بلاده للمنافسة في مونديال قطر 2022.

اقرأ أيضاً: الكشف عن مشروع قطري في سوريا (فيديو)

حيث نشر أمير قطر، تغريدة على "تويتر"، أكد فيها أنه سعيد باستقبال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وأضاف أنه "بحث معه أوجه تعزيز التعاون بين قطر وإيران التي تربط بينهما علاقات تاريخية مبنية على مبدأ حسن الجوار وتحقيق المصالح المشتركة".

مصالح مشتركة

لكن تلك المصالح المشتركة كانت فعلياً على حساب دماء عشرت آلاف السوريين، ممن خدعتهم آلة الإعلام القطرية لعسكرة انتفاضتهم ومنح النظام وإيران ومليشيات "حزب الله" و"زينبيون" و"فاطميون" وغيرها، الحجة والذريعة للتنكيل بالسوريين وتهجيرهم وسلب أملاكهم وخطف شبابهم وتدمير مستقبل أبنائهم.

والطامة الكبرى، كانت ما أفصح عنه وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم، الذي يعتبر مهندس سياسات الدوحة، في العاشر من فبراير الجاري، عندما كشف عن مواصلة مقاربة قطر الفوضوية للعبث بالمنطقة، على الرغم مما شهدته عديد دول من حروب، ضمن أحدث ظهور إعلامي له على منصة القبس الكويتية.

اقرأ أيضاً: قطر تمنع مواطنين من السفر.. منظمة تنتقد تعسفها

وأهم ما أفصح عنه بن جاسم، أن توقف قطر أو وقوفها ضد تدخل طهران، في المنطقة لن يكون الا بتمكين الإخوان المسلمين كجماعة سنية من مواجهة طموح طهران الشيعي عبر دعمهم في المنطقة لتصدر المشهد سياسياً، كما خاطب بن جاسم الرياض، تلميحاً بأن تعاطيها مع مخاطر تصدير الثورة الخمينية تكتيكي وليس استراتيجي، وذلك نتيجة تغير موقف الرياض من الإخوان، حسب ما ذهب إليه السياسي القطري في تلميحه المتشفي.

كذلك تطرق لتدخلات طهران في المنطقة بكثير من الاعجاب والانبهار، وكيف أن ذكاء الإيرانيين لا يجعل أحداً يعثر على أدلة تدين تدخلاتهم التي اعتبرها طبيعية في حال الطرف الآخر لم يستطع أن يواجهها، لتبعث إجابات حمد بن جاسم رسائل، بأن المشروع الوحيد الذي سيتمكن من مواجهة طهران هو مشروع الإخوان وأن ما تقوم به الدوحة لصالح إيران، هو انتقام من دول المنطقة على افشالها مشروع فوضى الإخوان الذي دشن في 2011م.

لصوص يقتحمون قصر أمير قطر في "كان" الفرنسية

كيف هجّرت قطر وإيران 4 بلدات سورية؟

مشروع الفوضى ذاك، تجلت أشد صوره، في 28 آذار/مارس 2017، عندما توصل ممثلون عن حركة "أحرار الشام الإسلامية" و"هيئة تحرير الشام" من جهة، وعن "الحرس الثوري" الإيراني ومليشيا "حزب الله" من جهة ثانية، إلى اتفاق عُرف باسم "المدن الأربع"، برعاية قطرية، وعلى الأراضي القطرية.

وتقرر فيها خروج المحاصرين من بلدتي (الفوعة وكفريا) المواليتين للنظام، إلى مدينة حلب، مقابل إجلاء أهالي بلدتي الزبداني ومضايا في دمشق، إلى ريف إدلب، إذ اتفق الطرفان على "وقف إطلاق نار" لتسعة شهور، دخل حيّز التنفيذ في 9 نيسان/إبريل 2017، وأن يُستكمل تنفيذ مراحل الاتفاق، خلال شهرين، وينتهي بإفراغ بلدتي الفوعة وكفريا بالكامل.

اقرأ أيضاً: مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات تدعو بايدن لبحث ملف تمويل الإرهاب مع أمير قطر

وتؤكد التقارير أن "اتفاق المدن الأربعة"، قد توسطت فيه قطر، مقابل الإفراج عن مجموعة من الصيادين القطريين، اللذين تم اختطافهم من قبل قوات تابعة للحشد الشعبي التابع لإيران، في العراق العام 2017، وفي التاسع عشر من يوليو العام 2018، انتهت عملية إجلاء سكان ومقاتلي مدينتي كفريا والفوعة بعد اتفاق بين إيران و”هيئة تحرير الشام”.

وعقب انتهاء عملية الإجلاء، أصدرت غرفة عمليات كفريا والفوعة بيانًا أعلنت فيه أن المدينتين منطقتين عسكريتين يمنع دخول المدنيين والعسكريين من غير أصحاب الشأن إليها، لمحاولة نزع الألغام منها والتأكد من صلاحية المنطقتين للسكن، كما منح أولوية السكن بعد انتهاء التمشيط، للمهجرين والنازحين.

تهجير السوريين فداءً لأمراء قطر

أثار الاتفاق ردود أفعال غاضبة، إذ اعتبرها كثير من السوريين، غير وطني ولا يصب في مصلحة الشعب السوري؛ لأنه سيعطي فرصة لإيران أن تُحقق حلم المد الشيعي في بلاد الشام، لكن "هيئة تحرير الشام" زعمت أنها ترى أن الاتفاق وطني وبه فوائد كثيرة للشعب السوري، مدعيةً أنها أبرمت الاتفاق بناءً على رغبة أهالي "مضايا والزبداني"، خاصة أن مواطني تلك المناطق كانوا يعانون حصاراً كبيراً يمنعهم من ممارسة حياتهم اليومية العادية، إلا أن عدداً كبيراً من المواطنين السوريين رفضوا الاتفاق، ونظموا العديد من التظاهرات التي تُندد به.

اقرأ أيضاً: بايدن سيبحث ملف إيران وإمدادات الطاقة بأوروبا مع أمير قطر

فيما أكد عدد من المراقبين بعض الشروط السرية في الاتفاق "القطري – الإيراني"، ومنها الإفراج عن عدد من رجال الأعمال، وأبناء الشيوخ القطريين والصيادين المحتجزين لدى الحشد الشعبي، بجانب تشديد تقارير صادرة عن مجموعة من الصحف الأجنبية، على أن قطر دفعت الكثير من الأموال في صفقة "اتفاق المدن الأربعة"، من أجل إطلاق سراح الأسرى التابعين لها، ولتحقيق مصالح أخرى في المنطقة، ونوهت التقارير إلى أن المبلغ الذي دفعته قطر يصل إلى 80 مليون دولار، وذلك تحت بند دعم البنية التحتية للمناطق المحررة، إضافة إلى ذلك دفعت أموالاً طائلة لعدد من متزعمي "هيئة تحرير الشام". 

قطر والتغيير الديموغرافي في سوريا

بينما قال تقرير عرضته صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن قطر دفعت أموالاً طائلة لعدد من متزعمي تنظيم "الإخوان المسلمين" الموجودين في سوريا، مقابل تسهيل الطريق على المختطفين القطريين، كما بعثت الحكومة القطرية إلى العاصمة العراقية بغداد، طائرة يوم الخميس الموافق 20 أبريل 2017، وبقيت في مطار بغداد 5 أيام، لتنقل المختطفين القطريين وكان عددهم 26 شخصاً.

وشددت "الغارديان"، أن هُناك عدداً من المسؤولين القطريين دخلوا إلى العاصمة العراقية بغداد، ومعهم أكياس كبيرة بها أموال نقدية وذهب، لم تستطع الحكومة العراقية تفتيشها، وقدمتها للميليشيات الشيعية الإيرانية.

اقرأ أيضاً: اللبواني مهدداً قطر: ستدفعون ثمناً سياسياً طويل الأمد

واعتبرت إيران طرفاً رئيسياً في الاتفاق، بسبب طموحاتها وأحلامها بالتمدد الشيعي في سوريا والمنطقة العربية، خاصة أن إيران هدفت من هذا التهجير إلى إحداث فتنة طائفية بين السنة والشيعة في المدن الأربعة، وعقب عمليات التهجير، أعطت إيران للميليشيات الشيعية التابعة لها نفوذاً كبيراً، محققةً بذلك المد الشيعي المنشود في العاصمة السورية دمشق، برعاية قطرية إخوانية.

وفيما لا يزال السوريون مهجرين منذ ذلك الحين، تتحنن قطر عليهم بمشاريعها الخيرية المزعومة في شمال غرب سوريا، والتي لا تتعدى أن تكون دساً للسم في العسل، عبر مواصلة تحريضها السوريين على بعضهم، وبنائها المستوطنات وتشجيعها التغيير الديموغرافي القسري للسوريين، تحت يافطة "العمل الإنساني" الخالي من الإنسانية.

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!